أورام الرئة الأولية لدى الكلاب نادرة للغاية، إذ تصيب 4 فقط من كل 100,000 كلب. ورغم ندرتها، شهدت السنوات الأخيرة زيادة في تشخيص أورام الرئة لدى الكلاب. قد يُعزى هذا الارتفاع إلى طول أعمار الكلاب، مما يُعرّضها بطبيعة الحال لمزيد من الأمراض المرتبطة بالعمر. إضافةً إلى ذلك، حُدّد التعرض المتزايد للتدخين السلبي كعامل مُساهم مُحتمل. مع أن سرطان الرئة الأولي قد يصعب اكتشافه، إلا أن فهم أسبابه وعوامل الخطر يُمكن أن يُساعد مُلّاك الكلاب على توخي الحذر واتخاذ الاحتياطات اللازمة.
ما هي أورام الرئة الأولية في الكلاب؟
أورام الرئة الأولية لدى الكلاب هي أورام تنشأ في أنسجة الرئة نفسها، على عكس الأورام الثانوية التي تنتشر إلى الرئتين من أجزاء أخرى من الجسم. على الرغم من ندرة هذه الأنواع من الأورام، إلا أنها أكثر شيوعًا لدى الكلاب المسنة، حيث يبلغ متوسط عمر التشخيص 10 سنوات. وعلى عكس أنواع السرطان الأخرى، لا يبدو أن أورام الرئة الأولية تُظهر أي استعداد وراثي أو جنسي، مما يعني أن جميع الكلاب معرضة للخطر.
أنواع أورام الرئة الأولية
النوع الأكثر شيوعًا من أورام الرئة الأولية في الكلاب هو سرطان الغدة الدرقية, ، وهو ما يُمثل 80% من جميع سرطانات الرئة الأولية لدى الكلاب. تتطور الأورام الغدية السرطانية في بطانة أنسجة الرئة، مُؤثرةً بشكل رئيسي على القصبات الهوائية أو الشعيبات الهوائية الصغيرة أو الحويصلات الهوائية. تتراوح هذه الأورام بين بطيئة النمو وشديدة العدوانية.
النوع الثاني الأكثر شيوعا هو سرطانة حرشفية الخلايا, ، الذي ينشأ في الخلايا المبطنة للمجاري الهوائية. ورغم أن سرطان الخلايا الحرشفية ليس شائعًا مثل سرطانات الغدد، إلا أنه لا يزال ذا خطورة كبيرة.
تشمل الأنواع الأخرى الأقل شيوعًا من أورام الرئة الأولية في الكلاب ما يلي:
- الأورام الغضروفية
- الأورام اللحمية
- الأورام الليفية
- أورام البلازما
يمثل كل نوع من هذه الأورام تحديات فريدة من حيث التشخيص والعلاج.
الأسباب وعوامل الخطر
- شيخوخة
يُعدّ التقدم في السن أحد عوامل الخطر الرئيسية لسرطان الرئة لدى الكلاب. وتُلاحظ أورام الرئة الأولية غالبًا لدى الكلاب التي تزيد أعمارها عن عشر سنوات. ومع ازدياد أعمار الكلاب نتيجةً للتطورات في الرعاية البيطرية والتغذية، يزداد احتمال الإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمر، مثل السرطان، بشكل طبيعي. - التدخين السلبي
كما هو الحال لدى البشر، يرتبط التدخين السلبي بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة لدى الكلاب. فالكلاب التي تعيش في منازل يكثر فيها التدخين قد تستنشق مواد مسرطنة، مما قد يُلحق الضرر بأنسجة رئتيها مع مرور الوقت، مما يؤدي إلى ظهور الأورام. - السموم البيئية
قد يزيد التعرض للملوثات البيئية، مثل المواد الكيميائية والأسبستوس والسموم المحمولة جوًا، من خطر إصابة الكلاب بأورام الرئة. كما أن البيئات الحضرية، حيث يكون تلوث الهواء أكثر شيوعًا، قد تشكل خطرًا أكبر للإصابة بمثل هذه السرطانات. - الحالات الصحية الموجودة مسبقًا
بعض الحالات الصحية السابقة، مثل التهاب الشعب الهوائية المزمن أو التهابات الرئة، قد تُضعف الرئتين وتزيد من خطر الإصابة بالأورام السرطانية. يجب مراقبة الكلاب التي لديها تاريخ من أمراض الجهاز التنفسي عن كثب مع تقدمها في السن. - Genetics
رغم عدم وجود استعداد وراثي محدد لأورام الرئة الأولية لدى السلالات، إلا أن الطفرات الجينية أو العوامل الوراثية قد تلعب دورًا في بعض الحالات. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث في هذا المجال لتحديد أي روابط جينية مؤكدة.
تشخيص أورام الرئة الأولية
قد يكون تشخيص أورام الرئة الأولية لدى الكلاب صعبًا. غالبًا لا تظهر الأعراض إلا بعد نمو الورم بشكل كبير، مما يجعل الكشف المبكر صعبًا. من العلامات الشائعة التي يجب الانتباه إليها:
- السعال المستمر
- صعوبة في التنفس
- الخمول
- فقدان الشهية
- فقدان الوزن غير المبرر
قد يُجري الطبيب البيطري تصويرًا بالأشعة السينية للصدر أو بالموجات فوق الصوتية للكشف عن أي نمو غير طبيعي في الرئتين. مع ذلك، قد تكون هذه الصور مضللة أحيانًا، إذ قد تُحاكي الحالات غير السرطانية، مثل خراجات الرئة أو الأكياس أو الحبيبات (الناجمة عن عدوى فطرية أو طفيليات)، مظهر الورم. يتطلب التشخيص النهائي عادةً خزعة لتحديد ما إذا كانت الكتلة خبيثة.
خيارات العلاج
بمجرد تشخيص سرطان الرئة الأولي، فإن خطة العلاج تعتمد على نوع وحجم ومرحلة الورم. استئصال جراحي يُعدّ استئصال الورم هو العلاج الأكثر شيوعًا وفعالية، خاصةً إذا كان الورم محصورًا في فص رئة واحد ولم ينتشر. تتمتع الكلاب بفرصة جيدة للتعافي بعد الجراحة، إذ يمكن للرئة أن تتجدد.
في الحالات التي لا يكون فيها إجراء الجراحة ممكنا،, العلاج الكيميائي أو علاج إشعاعي قد يُنظر في استخدام العلاجات البديلة، خاصةً في حالة الأورام الأكثر عدوانية أو غير القابلة للجراحة. مع ذلك، عادةً ما تهدف هذه العلاجات إلى إطالة العمر بدلًا من توفير الشفاء.
على الرغم من ندرة أورام الرئة الأولية لدى الكلاب، إلا أن معدل حدوثها يبدو آخذًا في الارتفاع نظرًا لطول العمر وعوامل بيئية مثل التعرض للتدخين السلبي. ينبغي على مالكي الكلاب توخي الحذر، لا سيما مع تقدم حيواناتهم في السن، وطلب الرعاية البيطرية الفورية في حال ظهور أي مشاكل تنفسية. يمكن للتشخيص والعلاج المبكرين تحسين جودة حياة الكلب وطول عمره بشكل ملحوظ.